المربي محمد صادق جبارة من الطيبة يكتب : اهلاً رمضان
ها هو الزمان يدور دوراته فنقف أمام شهر رمضان شهر الخيرات والإحسان شهر الصوم والالتزام، شهر التسامح، شهر الاخوة والانسجام، شهر المحبة والبعد عن الخصام، فبلدتنا بلدة واحدة موحدة ليست لأحد
الصور من كاتب المقال المربي محمد صادق جبارة
فسبحانه وتعالى يوصينا ببعضنا خيراً ويدعوننا لنعتصم بحبله فهو القائل :" وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ ۚ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ" فعلينا كباراً وصغاراً شيوخاً وشباباً رجالاً ونساء، أن نصفي قلوبنا ونعمل من اجل المحبة والاخاء والتعاون من اجل أنفسنا ومن اجل مجتمعنا.
عند كتابة هذه الكلمات عدت بذاكرتي الى الوراء الى عشرات السنين أتذكر بها اقاربي واصدقائي وابناء بلدتي الذين رحلوا عنا، عاشوا معنا رمضان في الماضي ولم اجدهم اليوم . تذكرت الحارة التي ولدت بها وعشت بها طفولتي فهي احلى حارة وكنا نسميها " الحارة الفوقا " تذكرت تجمعنا ونحن صغارا بجانب مسجد صلاح الدين ( مسجد الحارة الفوقا ) نلعب بساحته فرحين بهذا الشهر الكريم وننتظر المؤذن رحمه الله المرحوم ابو حسن الكراكير ليرفع الاذان ويعلن انه حان وقت الافطار . فيقف فوق سطح المسجد ينتظر مغيب الشمس وينظر ويدقق في ساعته أنه حان وقت الاذان.
وعند رفع الاذان كنا نعود الى بيوتنا مسرعين لنعلم أهالينا بانه حان وقت الافطار، ولا ننسى تجمّع الاطفال في ساحة باب الزاوية يلعبون الألعاب الشعبية وما كان يلفت نظري تزود الناس قبل الافطار بالمشتريات من الحوانيت الموجودة في الحارة كدكان الشيخ ابراهيم التلاوي امام المسجد.
ما اجمل هذه الايام في هذا الشهر الكريم وما اجمل هذه الحارة كانت المحبة دائمة بين الناس ،فكرم اهل الطيبة كان وما زال، فإطعام المساكين والفقراء كانت من عادات سكان الحارة تفقد الفقراء وإرسال الطعام قبل الافطار، من منا لا يتذكر المسحراتي ابو حسن الكراكير من منا لا يتذكر فلافل المرحومة رحيبة الشيخ يوسف، لقد عدت بذاكرتي الى ايامنا الحلوة التي كنا نرافق أهالينا بالمشتريات من مركز البلدة ( السويقة) لشراء الاطعمة والمستلزمات للبيت من دكان العمدة او دكان الحاج مصطفى خيزران او دكان محمود ابو عيسى او دكان الحلونجي او المشبير، وفي الصباح كنا نرافق أهالينا لشراء الخضار من السوق (البسطة) وشراء اللحوم من الجزار ، امثال المرحوم شعبان كرمية وابو مالك وغيرهم .
ستبقى بلدتنا جميلة ساق الله على هذه الايام الحلوة وبالنهاية دعوني أتقدم لأهالي بلدتنا بالتهنئة الحارة بهذا الشهر الكريم شهر الصوم والإنابة شهر الدعوة المستجابة شهر التسامح والسماح شهر المحبة والسهرات الملاح وراجين المولى أن تمر علينا بهدوء وأمان على جميع الاهل والخلان.


















من هنا وهناك
-
رأي في اللغة ‘إشارةٌ إلى اسم الإشارة قل: هؤلاءِ العلماء، وقل: هذهِ العلماء‘ - بقلم : د. أيمن فضل عودة
-
‘ دهشة مقدسيّة ‘ - بقلم : حسن عبادي من حيفا
-
مقال: ‘ترامب: أحبه ويُحبني وتُحب مصالحه تحالفي‘ - بقلم : أحمد سليمان العُمري
-
مقال: الخطايا الثلاث لمرشح الانتخابات - بقلم : اسعد عبدالله عبدعلي من العراق
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي.. عسل
-
المحامي زكي كمال يكتب : ترامب .. بين قيادة العالم وجرّه إلى الهاوية
-
‘لم يكن بالإمكان أفضل مما كان‘ - بقلم : وسام بركات عمري
-
الحسّ الأنثوي في رواية ‘رحلة إلى ذات امرأة‘ للروائية المقدسية صباح بشير - بقلم : علاء الأديب
-
‘ في ذكرى وفاة أبي: لا عزيز ينسى ولو مرّ على وفاته ألف عام ‘ - بقلم : الكاتب أسامة أبو عواد
-
‘ أرجوحة ماغوطيّة ‘ - بقلم : حسن عبادي من حيفا
أرسل خبرا