والذين سيبقون في غزة بعد الدفعة القادمة يوم السبت، حيث من المتوقع الإفراج عن ثلاثة مختطفين إضافيين. جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال بعد ظهر يوم الخميس، على خلفية إعلان حماس أنها ستفرج عن ثلاثة مختطفين يوم السبت كما هو مخطط، بعد التوصل إلى اتفاق بين الطرفين يتضمن إدخال المزيد من الخيام والمقطورات للنازحين الفلسطينيين، بالإضافة إلى معدات ثقيلة لإزالة الأنقاض.
وجاء في موقع واينت أنه في فترة بعد الظهر، عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقييما أمنيا في قيادة المنطقة الجنوبية، بمشاركة وزير الأمن يسرائيل كاتس، والوزير رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، ورئيس الأركان هرتسي هليفي، ورئيس الأركان المعين أيال زامير، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، وقائد القيادة الجنوبية يارون فينكلمان، وكبار قادة الجيش والأمن.
ولا يزال الخلاف حول المرحلة الأولى دون حل نهائي، وفي الوقت نفسه تطور نزاع داخل الائتلاف حول المرحلة الثانية من الصفقة. في رد على مناشدات عائلات المختطفين للنظر أيضا في المرحلة الثانية، قال رئيس لجنة الخارجية والأمن، النائب يولي إدلشتين، إن إسرائيل "تتعامل بشكل واضح" مع هذه المرحلة. لكن بعد ذلك بوقت قصير، نفى المتحدث باسم رئيس الوزراء، عومر دوستري، تصريحات إدلشتين، مؤكدا أن "إسرائيل لا تجري حاليا مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة".
في تقرير وول ستريت جورنال، الذي يستند إلى مصادر من الجهات الوسيطة، لم يتم الإشارة بشكل مباشر إلى وجود صلة بين الجهود المبذولة لتسريع إطلاق سراح الستة المتبقين من المرحلة الأولى وبين الاتفاق الذي تم التوصل إليه لحل الأزمة، وهو اتفاق لم تؤكده إسرائيل رسميا بعد. ومع ذلك، أوضحت مصادر إسرائيلية قبل يومين أن أحد الحلول المطروحة هو إطلاق سراح ثلاثة مختطفين يوم السبت، ثم إطلاق سراح الستة الباقين بوتيرة أسرع، بدلاً من تحريرهم على دفعتين خلال أسبوعين.
حتى الآن، تم إطلاق سراح 16 مختطفا في المرحلة الأولى، بالإضافة إلى خمسة مواطنين تايلانديين تم الإفراج عنهم بشكل منفصل عن الاتفاق بين إسرائيل وحماس. من بين 33 مختطفا كان من المفترض إطلاق سراحهم في هذه المرحلة، لا يزال هناك 17 مختطفا، تسعة منهم أحياء، وثمانية لقوا حتفهم. ووفقا لـ وول ستريت جورنال، طلبت إسرائيل من الوسطاء إضافة مزيد من المختطفين إلى قائمة الـ33 الأصلية في المرحلة الأولى، في ظل تقديرات سابقة بأن إسرائيل قد تسعى إلى تمديد هذه المرحلة بدلا من الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي تشمل إنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع المختطفين الأحياء. ولم يتضح بعد ما إذا كانت حماس ستوافق على هذا الطلب.
في بداية الأسبوع، أثارت حماس أزمة كادت أن تعطل الصفقة بالكامل عندما أعلنت أنها لن تفرج عن ثلاثة مختطفين في الدفعة السادسة المقررة يوم السبت، بحجة انتهاكات إسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة بشكل أساسي إلى التأخير في إدخال الملاجئ للنازحين. كما يعكس هذا القرار استياء حماس من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنقل السكان في غزة، وكذلك تأخير بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، والتي كان من المفترض أن تبدأ الأسبوع الماضي.
ردا على ذلك، هددت إسرائيل باستئناف الحرب، وعزز الجيش قواته في الجنوب. في المقابل، طالب ترامب بالإفراج عن جميع المختطفين بحلول يوم السبت الساعة 12:00، وعرض على إسرائيل "فتح أبواب الجحيم" على غزة إذا لم تلتزم حماس بالموعد النهائي.
على خلفية الضغوط اليمينية لاعتماد هذا الموعد النهائي، أرسل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رسائل غامضة حول عدد المختطفين الذين تطالب إسرائيل بالإفراج عنهم يوم السبت، لكن يبدو أنه يوافق على إطلاق سراح ثلاثة فقط كما هو متفق عليه. في بيان أُرسل هذا الصباح إلى الوزراء عبر هيئة الإعلام الوطني، تم التأكيد على أن "إسرائيل متمسكة بالاتفاقات كما هي"، أي الإفراج عن ثلاثة مختطفين في الدفعة القادمة.
في الأيام الأخيرة، كثفت مصر وقطر جهودهما الوسيطة لإنقاذ الصفقة ووقف إطلاق النار. ووفقا لحماس والتقارير من البلدين الوسيطين، فقد تم تلبية مطالب حماس بإدخال مزيد من الإمدادات إلى غزة. وبحسب مصادر من الوسطاء، وافقت حماس على إطلاق سراح المختطفين بعد تلقيها ضمانات بإدخال المقطورات والمعدات الطبية إلى القطاع اليوم. منذ بدء وقف إطلاق النار، تم إدخال عشرات الآلاف من الخيام إلى غزة، لكن لم يتم إدخال مقطورات حتى الآن. في إطار المرحلة الأولى من الصفقة، تم الاتفاق مسبقا على إدخال 200,000 خيمة و60,000 مقطورة إلى القطاع.
وبحسب واينت " صباح اليوم، شوهدت عشرات الشاحنات المحملة بالمقطورات والجرافات بالقرب من معبر رفح. ورغم نفي مكتب نتنياهو وجود أي تنسيق بشأن إدخال هذه المعدات عبر معبر رفح، إلا أنه لم يستبعد إمكانية دخولها لاحقا عبر معابر أخرى، ربما كرم أبو سالم، بعد إجراء الفحوصات الأمنية الإسرائيلية. كما أفادت وسائل الإعلام المصرية بأن المعدات لن تدخل إلا بعد الفحص الإسرائيلي، كما هو الحال مع جميع الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية. تلقى المسؤولون الإسرائيليون إشارات إلى حل وسط محتمل، مع تقارير عن دخول عشرات الشاحنات المحملة بالخيام إلى شمال غزة أمس. في المجمل، دخلت حوالي 800 شاحنة إلى القطاع أمس، بزيادة 200 شاحنة عن العدد المتفق عليه في الصفقة ".
(Photo by Alexi J. Rosenfeld/Getty Images)