بين حرب لم تهدأ وجرائم تتفشى وفقد لا يُعوض.. كيف نصنع بهجة العيد رغم الصعاب والألم؟
في وقتٍ يُفترض أن تُملأ فيه أجواء العيد بفرح الأطفال، وروائح القهوة والحلوى، يعيش الكثيرون بيننا حالة من التناقض المؤلم. عيد الأضحى يطرق الأبواب، لكن في القلوب حربٌ لم تهدأ، وجرائم تتفشى،
عبير عبد الحليم من منشية زبدة تتحدث عن الملفات النفسية الحساسة
وفقدٌ لا يُعوض. وبين من يحاول التمسك بلحظة فرح، ومن يشعر أنه لا يستحقها، تتزايد الأسئلة: كيف نتعامل مع هذا الواقع المركب ؟ وكيف نفرح رغم كل ما يحدث؟ وكيف يمكن أن نحمي أنفسنا نفسيًا في ظل هذه الظروف العصيبة؟
المعالجة النفسية والمديرة لخدمات التأهيل النفسي في نتان، سلة التأهيل في وزارة الصحة، عبير عبد الحليم من منشية زبدة، ترد على هذه الاسئلة وغيرها في محاولة لفهم ما يدور داخلنا في هذه الايام المليئة بالتحديات.
مع اقتراب عيد الأضحى، والناس بين فقدٍ وخوف وقلق، كيف تصفين الحالة النفسية العامة في المجتمع؟
نلاحظ، ومن خلال عملنا ورصدنا، أن المجتمع يشهد منذ أكثر من عام ونصف حالةً من القلق الشديد. وصلنا إلى مرحلة لم نعد نرى النور في نهاية النفق، فالأمور تزداد تعقيدًا سياسيًا واقتصاديًا، مما ينعكس سلبًا على حالتنا النفسية. هناك ارتفاع ملحوظ في معدلات القلق والاكتئاب بين الأطفال والبالغين، بالإضافة إلى اضطرابات في النوم والتغذية، والعصبية الزائدة، والميل إلى العزلة، وتراجع في المزاج العام. كما يُضاف إلى ذلك الشعور بالذنب نتيجة الأحداث التي نراها ونسمع عنها يوميًا".
ما هي الانعكاسات النفسية التي تتركها الحرب والجرائم المتفشية على استقبال الناس للعيد، خاصة في البيوت التي تعاني من الحداد أو الفقد؟
"نحن نواجه أيضًا آفة الجريمة المستشرية في مجتمعنا، والقلق أصبح واسع الانتشار نتيجة تصاعد العنف. هناك عائلات ثكلى، وأُسر في حداد، وحالات إصابة نفسية وجسدية. لذلك، من المهم جدًا أن نراعي كل هذه المشاعر المتناقضة والصعبة. من جهة، يُعد العيد مناسبة للأمل، ومن خلالها نقوّي مناعتنا النفسية، ونتكاتف ونتواصل ونزور بعضنا البعض، مما يساهم في تفريغ المشاعر. لكن، من جهة أخرى، من الضروري ألا ننزلق إلى الترف والمبالغة التي قد تجرح مشاعر الآخرين وتثير الألم لدى من فقدوا أحبابهم".
كثير من الناس يشعرون بالذنب لأنهم يفكرون في الاحتفال بينما غيرهم يعيش مآسي يومية. كيف تفسرين هذا الشعور؟ وهل هو طبيعي؟
"هذا أمر طبيعي، نُطلق عليه في علم النفس "عقدة الناجي". وهي حالة يشعر بها الإنسان عندما يكون قادرًا على العيش بشكل طبيعي بينما يعاني آخرون من أقربائه أو أبناء شعبه أو من مناطق أخرى من ظروف صعبة. يأكل، يشرب، يسافر ويحتفل، فيشعر بتأنيب الضمير لذلك، من المهم أن نُقدّر ما نملكه، وأن نذكّر أنفسنا بأن من حقّنا الإنساني أن نفرح ونرتاح طالما أننا لا نؤذي الآخرين أو نتسبب لهم بمشاعر مؤلمة. علينا الخروج من دائرة القلق إلى دائرة التأثير، بالتفكير في ما يمكننا فعله لمساعدة الآخرين بدل الغرق في الذنب، الذي قد يؤدي بنا إلى الاكتئاب.
نسمع مؤخرًا عن لجوء البعض إلى استخدام "غاز الضحك" أو وسائل مشابهة للهروب من الواقع أو تخدير النفس. ما تفسيرك لهذا السلوك من منظور نفسي؟
نلاحظ بالفعل تزايدًا في استخدام المخدرات، الكحول، و"غاز الضحك" لدى الفئات الشابة. ونفسر ذلك على أنه نوع من الهروب، هؤلاء لا يتوجهون إلى طرق التفريغ النفسي السليم وبناء الحصانة النفسية، بل يكبتون مشاعرهم، ويفجّرونها لاحقًا بطرق سلبية. نرى هذه المواد تُستخدم لتخدير المشاعر، والتخفيف من الإحساس بالحزن أو القلق أو الكآبة، مما يخلق خطرًا مضاعفًا".
هل هذا النوع من الهروب هو مؤشر على أزمة نفسية أعمق؟ وكيف يمكن التعامل معه بدلًا من اللجوء إلى هذه الحلول المؤقتة؟
"بالطبع. وأهم ما في الأمر – وهنا أوجه كلامي للأمهات والآباء – هو أن الوقاية خيرٌ من العلاج. علينا مراقبة سلوكيات أبنائنا وبناتنا، والانتباه لأي تغييرات في نمط نومهم، أو عاداتهم الغذائية، أو حالتهم المزاجية، أو ميلهم للعزلة والانطواء. في حال لاحظنا أي تغيرات مقلقة، علينا التوجه فورًا لاستشارة مختصين نفسيين، حتى لا تتفاقم الأمور وتؤدي إلى الإدمان أو الأذى النفسي والجسدي".
في المقابل، هل من وسائل "هروب إيجابي" أو تنفيس صحي يمكن أن نلجأ له لتخفيف الضغط النفسي في هذه الأوقات؟
"بما أننا على أعتاب عيد الأضحى، فهذه مناسبة مهمة جدًا لممارسة التفريغ الصحي للمشاعر. علينا أن نمنح أنفسنا بعض الرفاهية والراحة دون تأنيب ضمير، وأن نحرص على الجلسات العائلية والأنشطة الجماعية، كالألعاب العائلية أو الحديث اليومي عن مشكلاتنا، فهذه كلها ممارسات تُعزز مناعتنا النفسية وتمنحنا التوازن الداخلي".
من هنا وهناك
-
النائب أيمن عودة حول محاولة إقصائه من الكنيست: ‘يريدون استغلال الحرب لإعادتنا إلى نفسية الحكم العسكري‘
-
الجيش الاسرائيلي ينشر توثيقا لاعتراض مسيرة أطلقت من اليمن
-
نقابة المحامين فرع سخنين تقيم يوما دراسيا بحضور القضاة الشرعيين
-
الشرطة: إحباط خلايا لسرقة السيارات واعتقال 10 مشتبهين من الضفة الغربية
-
افتتاح الدفيئة البيئية للبحوث والوعي البيئي في مدرسة الهدى الثانوية في الرملة
-
لائحة اتهام ضد طبيب أسنان من سكان القدس ‘ارتكاب فعلا فاضحا بحقّ شابة أثناء تلقيها العلاج الطبي‘
-
الأستاذ شربل دكور يتحدث عن تعزيز القيم التربوية والثقافية في حيفا
-
تميّز جديد لمدرسة منارات التكنولوجية طرعان في مشروع ‘المتدرب والموجه المتميز‘ 2024/2025
-
تعرفوا على أخطر شواطئ السباحة في يافا
-
الرامة : يوم انتقال مميز لطلاب الابتدائيات إلى المدرسة الإعدادية
أرسل خبرا