بأن واشنطن أمرت بالاستعداد لإجلاء بعض العاملين من سفارتها في العراق، ووافقت على مغادرة "العاملين غير الأساسيين" من سفاراتها في البحرين والكويت.

وأضافت الصحيفة أن وزارة الخارجية الأمريكية أمرت "جميع السفارات الواقعة ضمن نطاق الهجوم الإيراني"، بما في ذلك سفارات في شرق أوروبا وشمال أفريقيا، بتشكيل فرق طوارئ وبحث أفضل السبل للحماية والحفاظ على سلامة الموظفين في ظل التهديدات المتزايدة. وفي الوقت نفسه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الليلة ردا على سؤال عن سبب صدور أوامر بإجلاء عسكريين أمريكيين في الشرق الأوسط: "سترون بأنفسكم".

مسؤول إيراني لرويترز: دولة صديقة في المنطقة حذرت طهران من هجوم إسرائيلي محتمل
في سياق مواز، أفادت رويترز نقلا عن مسؤول إيراني قوله، ان "دولة صديقة في المنطقة حذرت طهران من هجوم إسرائيلي محتمل".

ترامب : "إسرائيل جاهزة" ويوجه حديثه للجيش
وذكرت "واشنطن بوست" أن الجولة القادمة من المفاوضات التي كان من المقرر أن تُعقد الأحد المقبل في مسقط، عاصمة عُمان، باتت مهددة بالإلغاء. ومع ذلك، صرّح مسؤول أمريكي لوكالة رويترز بأن مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، سيلتقي يوم الأحد بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. ويتكوف كان قد شارك الليلة الماضية في فعالية في نيويورك، لكنه استُدعي إلى البيت الأبيض من قبل ترامب الذي اتصل به شخصيا خمس مرات، حسبما أفاد مقربوه. 

وفي حديثه إلى أفراد الجيش، قال ترامب، الذي بدا أقل تفاؤلا مما كان عليه سابقا: "ستُظهرون شجاعة لا حدود لها. ستحمون كل شبر من أرض الولايات المتحدة وستقاتلون من أجل أمريكا حتى أطراف الأرض". 

وأوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" أن تصاعد التهديدات مرتبط بالوصول إلى طريق مسدود في المحادثات بين طهران وواشنطن.

دبلوماسي إقليمي رفيع: "نتابع التطورات بقلق وهذا أخطر من أي وقت مضى"
وفي السياق ذاته، أفادت شبكة CBS نقلا عن عدة مصادر أن مسؤولين أمريكيين أُبلغوا بأن إسرائيل جاهزة تماما لشن هجوم على إيران. وبحسب التقرير، تتوقع الولايات المتحدة أن ترد إيران بهجوم على أهداف أمريكية في العراق، وهذا أحد أسباب تقليص التواجد الأمريكي في الشرق الأوسط. وقال دبلوماسي إقليمي رفيع المستوى: "نتابع التطورات بقلق ونعتقد أن الوضع الآن أخطر من أي مرة سابقة". من جهتها، دعت إيران، وسط تصاعد التهديدات الأمريكية، إلى "إعطاء الأولوية للحل عبر المفاوضات .

تهديدات من طهران
وأفادت وكالة رويترز في وقت لاحق من الليل في ما قد يكون مؤشرا آخر على تطورات وشيكة، أن قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا أرجأ شهادة كان من المفترض أن يدلي بها في الكونغرس، نتيجة التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط وفي ظل الخوف من تصعيد عسكري، ارتفع سعر النفط أمس بنسبة 5%.

ويأتي الإذن للأمريكيين بمغادرة بعض المواقع في الشرق الأوسط على خلفية تهديدات صدرت أمس من طهران حيث قال وزير الدفاع الإيراني إنه "في حال فشل المفاوضات وفرض الصراع على إيران" فستضرب القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط. وأضاف: "خسائر الطرف الآخر ستكون أكبر من خسائرنا"، وهدد: "في حال نشوب أي مواجهة، يجب على الولايات المتحدة مغادرة المنطقة، لأن كل قواعدها ستكون في مرمانا". كما زعم أن طهران أجرت مؤخرا تجربة صاروخية لرأس حربي يزن طنين.

وفي وقت لاحق من المساء، ومع تصاعد التقارير عن إعادة تموضع أمريكية في المنطقة، أصدرت بعثة إيران في الأمم المتحدة بيانا قالت فيه: "التهديدات باستخدام 'قوة ساحقة' لن تغير من الحقائق إيران لا تسعى للحصول على سلاح نووي، والعسكرة الأمريكية هي ما يزعزع الاستقرار. سجل القيادة المركزية الأمريكية في تغذية عدم الاستقرار من خلال تسليح جهات عدوانية والسماح بارتكاب الجرائم الإسرائيلية، يسلب من الولايات المتحدة أي مصداقية في الحديث عن السلام أو منع انتشار الأسلحة النووية".

قوات أمريكية في مضيق هرمز
وذكرت "نيويورك تايمز" أيضا أن كبار المسؤولين في الجيش والحكومة الإيرانية اجتمعوا لمناقشة الرد على هجوم إسرائيلي محتمل. وقال مسؤول إيراني إن طهران أعدت خطة تتضمن "هجوما مضادا فوريا على إسرائيل باستخدام مئات الصواريخ الباليستية". ووفقا لتقرير نشرته "العربية" بالإنجليزية، هناك أدلة استخبارية أمريكية تشير إلى أن ميليشيات موالية لإيران في العراق ومناطق أخرى في المنطقة تستعد لمهاجمة مصالح أمريكية.

تشاؤم ترامب
وفي ظل التقارير المتضاربة، لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت الجولة السادسة من المفاوضات بين واشنطن وطهران ستُعقد. ويسود تشاؤم في أوساط مسؤولين أمريكيين بشأن فرص استمرارها. فمنذ نيسان، عُقدت خمس جولات من المحادثات. وتشكل قضية تخصيب اليورانيوم، نقطة خلاف رئيسية بين إيران والولايات المتحدة في المفاوضات النووية بين البلدين بوساطة سلطنة عمان، إذ تعتبر القوى الغربية التخصيب سبيلاً محتملاً لتطوير سلاح نووي بينما تصر طهران على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط.

ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، تأكيده أن "تخصيب اليورانيوم صناعة وطنية نشأت بناءً على احتياجات طهران عبر عقود من الممارسة العملية، وليس لأي دولة الحق في التعليق أو إصدار تصريح بشأن حق مُعترف به بالكامل وفقاً للوثائق الدولية".

وقد حذرت واشنطن من أنها ستنتقل إلى الخيار العسكري إذا فشلت المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني. وصرّح وزير الدفاع الأمريكي أمس في مجلس الشيوخ أن "هناك العديد من المؤشرات التي تدل على أن إيران تقترب من شيء يبدو قريبا جدا من السلاح النووي".

ترامب يعبر عن تشاؤم متزايد
وفي الأيام الأخيرة، عبّر ترامب عن تشاؤم متزايد بشأن المحادثات، وهو ما يمثل تحولا كبيرا مقارنة بتصريحاته المتفائلة في الأسابيع الماضية. قبل يومين فقط قال إنه "خاب أمله" من تغير موقف إيران، وقال إنها أصبحت "أكثر عدوانية" في المحادثات.

وقال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، الخميس، إن القوات البحرية للحرس الثوري "جاهزة تماماً للرد على أي تهديد وأي سيناريو"، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".

(Photo by BILAL KASHMAR/AFP via Getty Images)

panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ