مقال: هل سيجيد الساحر نتنياهو تحريك احجار الشطرنج، أم انه سيواجه بـ ‘كش ملك‘ ؟ بقلم : سهيل دياب- الناصرة
قيل الكثير ، وسيقال أكثر، حول دهاء نتنياهو السياسي، وهنالك من نعته بالساحر او الملك او بثعلب سياسي ماكر ، يقرأ المستقبل، ويسبق منافسيه بخطوتين أو ثلاثة في ملعب السياسة الاسرائيلية.
ومن ناحية ثانيه ، واجه نتنياهو في السنتين الاخيرتين أسوأ حقبه سياسية منذ بدء حياته السياسية منذ اواسط الثمانينات من القرن الماضي. وأنه يعاني من اختناق بالملفات الساخنة، من غزة الى ايران وما بينهما، من ملف تجنيد الحريديم حتى الانقلاب على المنظومة وما بينهما، وبين الرأي العام الاسرائيلي والموقف الامريكي وما بينهما.
ما هو سيناريو نتنياهو بحربه الاخيرة بالبقاء؟؟
أصبح واضحا أن وجهة نتنياهو هي للانتخابات القادمة، ومحاولة استعادة قاعدته الانتخابية، لذلك هو يذهب لصفقة لانها السيناريو الوحيد الذي يخوله خوض السباق الانتخابي بامكانيات أفضل من كل سيناريو آخر.
بنفس الوقت يخشى نتنياهو ويقلق فيما اذا كانت واحدة من الملفات التالية، الموضوع الاساسي في الانتخابات القادمة ، لأن بذلك سيكون سقوطه مدويا، هذه الملفات هي:
1. أن لا يكون الحراك الانتخابي يتمحور حول " من المسؤول عن إخفاقات السابع من أكتوبر"، لأن بذلك لبس فقط سيسقط نتنياهو، بل سيدخله السجن.
2. نتنياهو يخشى ان يتمحور النقاش الانتخابي حول ملف " اعفاء تجنيد الحريديم" ، لأن ذلك سيؤدي لابتعاد قاعدة انتخابية ليكودية علمانية واسعة وتشكل ليس أقل من سبعة أعضاء كنيست.
3. نتنياهو سينتهي سياسيا فيما اذا طرح بمركز النقاش الانتخابي بعد انهاء الحرب في غزة رسميا، الامر الذي سيطرح السؤال الانتخابي الكبير" لماذا فشل نتنياهو بتحقيق أهداف الحرب " وعلى رأسها القضاء على حماس، عسكريا وحوكمة؟؟؟
4. نتنياهو معني بان تجري الانتخابات القادمة وبمركزها ملف " اليوم الثاني " في قطاع غزة. الامر الذي يتطلب تمديد هدنة الستين يوما مرة ومرتين لحين تعيين موعدا للانتخابات، وتوقيتا يلائم نتنياهو.
هل ستجري الرياح ما تشتهيه سفن نتنياهو؟
ما هو واضح حتى الآن أن سيناريو نتنياهو محكم.اولا بالذهاب الى صفقة جزئية يحاول استثمارها باستعادة شعبيته الانتخابية، ولن يذهب بعدها ، لا لانهاء الحرب، ولا للعودة للحرب. وسيحدد موعد الانتخابات بايقاع مدروس بحسب استطلاعات الرأي الانتخابية.
بالمقابل هناك أفخاخا وازنة في هذا المسار، أولها فشل الاهداف الاستراتيجية، العسكرية والسياسية في غزة، وتكبد الجيش الاسرائيلي المزيد من الخسائر البشرية وهبوط معنويات الجيش، والتملص من الخدمة العسكرية. وأيضا تصاعد تأييد اصوات لوقف الحرب ( وليس فقط إسترجاع الاسرى) حيث ابدى 82% من المجتمع الاسرائيلي رأيه بوقفها.وعدم تقديم جواب للسؤال المركزي: ماذا مع المتبقين من التسرى الاسرائيليين في غزة؟
كما أن هشاشة الائنلاف الحاكم وثقل الملفات الخلافية يؤرق مضاجع نتنياهو كثيرا، وتجعله يمشي على ارضية من الرمال المتحركة في اجواء صحراوية يسودها غباش السراب.
فهل سيجيد نتنياهو هذه المرة تحريك احجار الشطرنج كما عرفناه، أم أنه سيواجه " كش ملك"؟!!
من هنا وهناك
-
‘ المستحيل... حكايات مزورة ‘ - بقلم : الشيخ أمير نفار
-
مقال: عبد الله الثاني... حين تصير الأوطان ملوكًا، ويصبح العدل سِمَة التاج - بقلم: عماد داود
-
شرائع الرئيس ترامب: الدول خاضعة لفرمانات من البيت الأبيض !
-
‘ مشاهد تنهش الذّاكرة ‘ - بقلم: معين ابوعبيد
-
رأيٌ في اللغة .. يا شاعرَ النّيل، كم ذا ظُلمتَ!؟ - بقلم: د. أيمن فضل عودة
-
مقال: يحفظونه من أمر الله - بقلم : الشيخ عبد الله عياش
-
‘ميسون أسدي: غيابٌ لا يغيب‘ - بقلم: رانية مرجية
-
مقال: الشّيخ عبدالله نمر درويش: حكمة الدّعويّ وحنكة السّياسي - بقلم: الشيخ د. كامل ريان
-
مقال: من الفكرة إلى الجريمة: كيف يعيث المستوطنون فسادًا في الضفّة الغربيّة؟ بقلم : الشيخ صفوت فريج
-
يوسف أبو جعفر يكتب: حتى نلتقي .. ماذا بعد ؟
أرسل خبرا